Page 3 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 3

‫‪‬‬

                   ‫مقدمة‬

‫لا زالت الأ�سرة في مجتمعاتنا ت�شكل نواة المجتمع‪ ،‬فهي جوهر الحياة و�أ�سا�س‬
‫ا�ستمرارها و�صلاحها وقوتها‪ ،‬فهي تبني �شخ�صية ا إلن�سان وقيمه وتوجهاته‪،‬‬
‫وبمقدار �سلامة الأ�سرة و�صحتها تن�ش أ� ا ألجيال �صالحة فاعلة في الحياة‪ ،‬ومن هنا‬
‫ان�صب جهد الدرا�سات لااجتماعية والنف�سية جميعها على لااهتمام بالأ�سرة‪،‬‬
‫ودرا�سة �صحة الأ�سرة النف�سية وعوامل قوتها و أ��سباب �ضعفها وانهيارها؛ فلا‬

                   ‫بقاء ألي �أمة انهار فيها بناء الأ�سرة أ�و كان واهن ًا مت آ�كل ًا‪.‬‬

‫إ�ن ا أل�سرة المعا�صرة اليوم تفتقر �إلى الأطر الثابتة والدرا�سات المتعمقة التي‬
‫تمهد لبنائها على �أ�س�س قوية وثابتة‪ ،‬وت�ضمن �سعادتها وا�ستقرارها و�سلامة‬
‫أ�بنائها‪ ،‬بدءاً بالزوج والزوجة قبل الزواج وبعده‪ ،‬وانتهاء بالأبناء ورعايتهم‬
‫وتربيتهم تربية �سوية‪ ،‬فبذلك وحده تكون الأ�سر مح�صنة �ضد ا ألخطار الكثيرة‬
‫التي تحدق بها وتهدد �أمنها وا�ستقرارها‪ ،‬أ�و تعيق م�سيرتها‪ ،‬وت ؤ�ثر على �صحة‬

                                            ‫�أبنائها النف�سية لا قدر الله‪.‬‬

‫ولقد حر�صت القيادة العامة للقوات الم�سلحة الأردنية ممثلة بمديرية الإفتاء‬
‫الع�سكري على إ�يلاء مو�ضوع ا أل�سرة جل اهتمامها‪ ،‬فعقدت عدداً من الدورات‬
‫التي ت ؤ�هل الرجل والمر�أة لبناء هذه اللبنة ال�صالحة والأ�سرة ال�صالحة وتن�شئة �أبنائهم‬
‫التن�شئة ال�سوية‪ ،‬ومنها دورات الت�أهيل ا أل�سري‪ ،‬التي تعنى بمو�ضوع ا أل�سرة‬
‫و�أ�س�س بنائها وعوامل قوتها وا�ستمرارها و�سبيل حل الم�شكلات الزوجية قبل‬
‫وبعد وقوعها‪ ،‬كل هذا بمنظور �شرعي أ��صيل من كتاب الله و�سنة ر�سوله‪ ،‬فكانت‬

‫‪} 3 { ‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8