Page 56 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 56

‫‪‬‬

    ‫‪ -‬المظهر الأول‪� :‬صنع كل ما يتوافق مع ح�سن المظهر وجمال المنظر‪:‬‬

‫حر�ص النبي ‪ ‬على �أن يظهر �أمام �أزواجه ب أ�جمل منظر و�أح�سن هيئة؛‬
‫وذلك حتى يقع من عيونهن وقلوبهن موقع ا إلعجاب‪ ،‬لذلك اعتنى ببدنه كله‬
‫من مفرق الر�أ�س �إلى أ�خم�ص القدمين عناية فائقة‪ ،‬تمثلت في تخلي�صه من كل‬
‫ال�شوائب‪ ،‬وتعاهده بكل ما يزيده ح�سن ًا وجمال ًا‪ ،‬وذلك من خلال قيامه بترجيل‬
‫ال�شعر‪ ،‬وحلق العانة‪ ،‬والتطيب‪ ،‬ونظافة الأ�سنان بالت�سوك‪ ،‬وكان النبي ‪ ‬يتجنب‬
‫�أكل الب�صل والثوم عند ال�صلاة أ�و إ�تيانه أ�هله؛ لما لها من رائحة كريهة‪� ،‬إذ لم يكن‬
‫�أ�شد عليه من أ�ن ي�شم منه رائحة كريهة‪ ،‬وحر�ص النبي ‪ ‬على نظافة أ��سنانه‬
‫وطيب رائحة فمه‪ ،‬لذا واظب على ا�ستعمال ال�سواك في اليوم والليلة مرات‬
‫عديدة‪ ،‬ف�أول ما يدخل البيت ي�ستاك‪ ،‬فعن المقدام بن �شريح عن أ�بيه قال‪� :‬س�ألت‬
 ‫عائ�شة قلت‪ :‬ب�أي �شيء كان يبد أ� النبي ‪ ‬إ�ذا دخل بيته؟ قالت‪" :‬بال�سواك"(((‪.‬‬

‫و�إن اهتمام الزوج بطيب رائحته وح�سن مظهره ونظافة بدنه من ا ألمور‬
‫التي تحبب الزوج إ�لى زوجته‪ ،‬وتجذبه إ�ليها‪ ،‬فت أ�ن�س بالجلو�س معه‪ ،‬وت�سر بالنظر‬
‫�إليه والقرب منه‪ ،‬مما يثمر تقوية و�شائج ا أللفة والمحبة بينهما‪ ،‬وت�سهم في نجاح‬
‫العلاقة الزوجية‪ ،‬كما �أن الروائح المنفرة كرائحة الفم((( �أو العرق((( هي من أ�هم‬
‫أ��سباب ف�شل بع�ض الزيجات‪ ،‬لذلك كان النبي ‪ ‬حري�ص ًا على الظهور ب�أجمل‬
‫�صورة و�أكمل هيئة و أ�طيب ريح �أمام أ�زواجه؛ حتى ي�ؤدي حقوقهن‪ ،‬وحتى‬

                     ‫((( �صحيح م�سلم‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ال�سواك‪ ،‬ج‪ ،220 / 1‬رقم ‪.253‬‬
‫((( مولااة تنظيف ا أل�سنان بعد الوجبات وقبل ال�صلوات وعند لاا�ستيقاظ وقبل النوم (وفق ًا ل�سنة‬

                                                      ‫الر�سول ‪ )‬كفيلة بحل هذه الم�شكلة‪.‬‬
‫((( يمكن التغلب على م�شكلة رائحة العرق الكريهة من خلال لاا�ستحمام يومي ًا بالماء الدافئ وال�صابون‪،‬‬

       ‫وا�ستعمال البخور بعد كل ا�ستحمام‪ ،‬وكذلك إ�زالة �شعر ا إلبطين والعانة فهي من �سنن الفطرة‪.‬‬

‫{ ‪ } 56‬‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61