Page 57 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 57
ير�سم طريق ًا للنا�س عنوانه �سمو الأرواح عند التقاء الأج�ساد؛ فالتجمل ب�شتى
�صوره �أمر مهم لا بد من مراعاته عند كلا الزوجين ،فعن ابن عبا�س قال�" :إني
لأحب أ�ن �أتزين للمر أ�ة كما �أحب أ�ن تتزين لي المر�أة؛ ألن الله يقولَ } :ولَ ُه َّن
ِم ْث ُل الَّ ِذي َع َل ْي ِه َّن ِبا مْلَ ْع ُرو ِف{ [البقرة -.((("]228 :المظهر الثاني :حب النبي
ألزواجه ر�ضي الله عنهن:
الحب بين الزوجين هو أ��سا�س ال�سعادة الزوجية ،وقد كان الحب متبادل ًا بين
النبي و�أزواجه ،فقد �أحببنه لدرجة �أنهن آ�ثرن البقاء عنده مع �شظف العي�ش على
�أن يتركنه ،وفرطت �سودة بنوبتها معه لعائ�شة على أ�ن تبقى بين أ�زواجه ،وما
ا�شتعلت الغيرة بينهن إ�لا ب�سبب الحر�ص على لاا�ستئثار به� ،أما هو عليه ال�صلاة
وال�سلام فلم يدع �سبيل ًا من �سبل التعبير عن محبته لأزواجه وتعزيزه �إلا و�سلكه
ولو ب أ�مور ب�سيطة ،ولكنها كانت تجعل البيت النبوي مليئ ًا بالمودة والرحمة
وال�صفاء ،ومن هنا اتخذ النبي عدة أ��ساليب للتعبير عن حبه ألزواجه ،منها:
-1ت�صريحه بحبه لهن :كان النبي ي�صرح بحبه لأزواجه ويجهر بذلك
أ�مام النا�س ،فقد أ�علن عن حبه لخديجة ر�ضي الله عنها على الملأ ،فقال ( :إِ� ِّين
َق ْد ُر ِز ْق ُت ُحبَّ َها)((( ،وقد أ�ن�سى حبه لخديجة ووفا ؤ�ه لها ما يعده البع�ض عيب ًا في
المر�أة ،ككبر �سنها ،و�أنها امر أ�ة ثيب كانت في يوم من ا أليام تحت رجل غيره،
و�أنها ذات عيال ،وهذا الحب ال�صادق هو الذي جعلهما يعي�شان عي�شة هنيئة،
أ�كلا حلوها و�صبرا على مرها ،وكان يحبها؛ تقديراً منه لمواقفها الطيبة معه،
((( تف�سير القر آ�ن العظيم ،ابن كثير ،ج.610/1
((( �صحيح م�سلم ،كتاب ف�ضائل ال�صحابة ،باب ف�ضائل خديجة أ�م الم ؤ�منين ر�ضي الله تعالى عنها،
ج ،1888/4رقم .2435
} 57 {