Page 43 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 43

‫‪‬‬

‫مع�صية الخالق‪ ،‬و إ�نما الطاعة في المعروف‪ ،‬وطاعة الزوج �سبب لدخول الجنة‪،‬‬
‫قال ر�سول الله ‪ ( :‬إ�ذا �صلت المر�أة خم�سها‪ ،‬و�صامت �شهرها‪ ،‬وحفظت فرجها‪،‬‬
‫و�أطاعت زوجها‪ ،‬قيل لها‪ :‬ادخلي الجنة من �أي أ�بواب الجنة �شئت)(((‪ ،‬ولقول النبي‬

     ‫‪( :‬لو كنت �آمراً �أحداً أ�ن ي�سجد لأحد‪ ،‬لأمرت المر أ�ة �أن ت�سجد لزوجها)(((‪.‬‬

‫والخروج عن طاعة الزوج يعد ن�شوزاً من الزوجة‪ ،‬والمر�أة النا�شز هي المر�أة‬
‫المخالفة ألمر زوجها والعا�صية لأمره‪ ،‬وللزوج حق الت�أديب عند الن�شوز؛ لقوله‬
‫تعالى‪َ } :‬وال َاّل ِتي تَ َخا ُفو َن نُ�ُشو َز ُه َّن َف ِع ُظو ُه َّن َوا ْه ُج ُرو ُه َّن يِف ا مْلَ َ�ضا ِج ِع َوا�رِْضبُو ُه َّن َف ِإ� ْن‬
‫�أَ َط ْعنَ ُك ْم َف اَل تَ ْب ُغوا َع َل ْي ِه َّن �َس ِبيل ًا �إِ َّن الله َكا َن َع ِليّاً َك ِبيراً{ [الن�ساء‪ ،]34 :‬وقد ر�سمت‬
‫ا آلية الكريمة طرق الت�أديب على �أن لا ي�شتط الرجل فيطغى‪ ،‬فجعلت علاج‬
‫الن�شوز داخل الأ�سرة بين الزوجين‪ ،‬فمن الخط�أ أ�ن يتدخل ا ألهل قبل �أن يتبع‬

         ‫الزوج في علاج زوجته ما ر�سمه ال�شرع الحكيم‪ ،‬وهي كما ي�أتي‪(((:‬‬

‫أ�‪ -‬الت�أديب بالوعظ الح�سن مع ا�ستعمال الحكمة‪ ،‬وهذا لا يكون مرة واحدة‪،‬‬
‫و�إنما يترك ذلك لتقدير الزوج بما يح�صل به الفائدة‪ ،‬فقد يكون هذا العلاج كافي ًا‬

                  ‫لكثير من الن�ساء‪ ،‬و�إن لم ُي ْج ِد هذا انتقل إ�لى الطريق الثاني‪.‬‬

‫ب‪ -‬الهجر في الم�ضاجع(((‪ ،‬والجائز منه الهجر الجميل من غير جفوة‬

                                                   ‫((( أ�حمد بن حنبل‪ ،‬م�سند الإمام أ�حمد‪.‬‬
                                                             ‫((( الترمذي‪� ،‬سنن الترمذي‪.‬‬

                       ‫((( ال�سرطاوي‪ ،‬محمود‪� ،‬شرح قانون ا ألحوال ال�شخ�صية الأردني‪� ،‬ص‪.95‬‬
‫((( يقول د‪ .‬عبد الكريم زيدان في (المف�صل في �أحكام المر أ�ة والبيت الم�سلم)‪" :‬الراجح في معنى الآية‬
‫هجرها في الم�ضجع نف�سه‪� ،‬أي هجرها في مكان النوم الذي ينامان فيه عادة‪ ،‬ب�أن يوليها ظهره ولا‬
‫يجامعها ولا يكلمها �إلا بقدر قليل ج ًدا؛ ألن هذا الهجر ُي�شعر الزوجة بجدية الزوج في ت�صرفه وهجره‬
‫لها‪ ،‬و�أن هناك ما يزعجه منها ح ًق ًا إ�لى درجة �أنه لا يرغب في وطئها وهي في فرا�ش النوم‪ ،‬و أ�نه قادر على‬

           ‫حب�س نف�سه عن وطئها‪ ،‬وقد ُيحملها ذلك كله على ترك ن�شوزها والرجوع عن ع�صيانها‪.‬‬

‫‪} 43 { ‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48