Page 26 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية

‫‪‬‬

‫وتغليب عامل الجمال على غيره من العوامل المهمة؛ ألن الجمال وحده لا‬
‫يكفي‪ ،‬واتخاذ القرار بناء على ا إلعجاب وحده فقط ينتج عنه زواج غير‬

‫متكافئ؛ ألن الحياة لا ت�سير بالعواطف وح�سب‪.‬‬

‫ولذا ف إ�ن اختيار �شريك الحياة للمقبلين على الزواج هو حجر الأ�سا�س الذي‬
‫تقوم عليه حياتهما الزوجية ال�سليمة الخالية من الم�شكلات العميقة لا�ستقرار‬
‫الحياة وتقدمها‪ ،‬ولذلك تت أ�ثر عملية اختيار �شريك الحياة بمجموعة من الأ�س�س‬
‫والمعايير وال�صفات التي تميز ال�شخ�ص‪ ،‬وتجعل المقبلين على الزواج يبحثون عن‬
‫هذه ا أل�س�س وال�صفات والموا�صفات‪ ،‬لذلك يحتاج اختيار الزوجة أ�و الزوج‬
‫�إلى تر ّو وتع ّقل‪ ،‬وا�ست�شارة وا�ستخارة‪ ،‬ولا يقبل فيها ا�ستئثار النزوة والعاطفة‪،‬‬

‫�أو الميل القلبي دون �أن ي أ�خذ ال�شاب في اعتبار معايير وا�ضحة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ )1‬ا أل�سا�س الديني‪:‬‬

‫يعد ا أل�سا�س الديني في مقدمة هذه الأ�س�س والمعايير التي ت�ؤخذ بعين لااعتبار‬

‫عند اختيار الزوجة �أو الزوج‪ ،‬فالمر أ�ة المتدينة تحر�ص على ح�سن معا�شرة زوجها‪،‬‬

‫وت�ؤدي حقوقه‪ ،‬وتقوم بواجباته‪ ،‬وتنفذ رغباته في غير مع�صية الله‪ ،‬وتقوم على‬

‫تربية ا ألبناء تربية �صحيحة‪ ،‬وتعمل على ت�شكيل �شخ�صياتهم من خلال التوجيه‬

‫المبا�شر ولااقتداء بطبائعها و�صفاتها الح�سنة‪ ،‬فعن �أبي هريرة ‪-‬ر�ضي الله عنه‪-‬‬
‫أ�ن ر�سول الله ‪ ‬قال‪( :‬تُ ْن َك ُح ا ْملَ ْر�أَ ُة ِ أَل ْربَ ٍع‪ِ :‬ملَا ِل َها‪َ ،‬و حِ َل�َس ِب َها‪َ ،‬و َج َما ِل َها‪َ ،‬و ِل ِدي ِن َها‪،‬‬
‫َفا ْظ َف ْر ِب َذا ِت ال ِّدي ِن تَ ِربَ ْت يَ َدا َك)(((‪ ،‬وقال ‪( :‬ال ُّدنْيَا َمتَا ٌع َو َخيرْ ُ َمتَا ِع ال ُّدنْيَا ا ْملَ ْر أَ� ُة‬

‫�صحيح‬ ‫ج ‪ ،33 / 16‬رقم ‪.4700‬‬ ‫ا َْ أل ْك َفا ِء فيِ ال ِّدي ِن‪،‬‬ ‫باكتاب اب�ْساِتلن ْح َكباا ِحب‪ِ ،‬ن َب َاكا ِبح‬ ‫((( �صحيح البخاري‪،‬‬
‫‪ ،175 /‬رقم ‪.3708‬‬ ‫َذا ِت ال ِّدي ِن‪ ،‬ج ‪4‬‬ ‫م�سلم‪ ،‬كتاب الر�ضاع‪،‬‬

‫{ ‪ } 26‬‬