Page 30 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 30
)4الأ�سا�س الاجتماعي:
عند اختيار كل من الزوج والزوجة لا بد من مراعاة هذا الأ�سا�س؛ حتى
يتكيف الزوجان مع الخلفية الثقافية لكل منهما ،ويحترما العادات والتقاليد
والأعراف التي يختلفان فيهما نتيجة لاختلاف التن�شئة لااجتماعية لكل منهما،
وفي هذا الجانب راعى ا إل�سلام الح�سب والن�سب عند الزواج ،فمن دواعي
نكاح المر أ�ة قال ( :لح�سبها) ،وهنا يراعي كل منهما الجانب لااجتماعي؛ حتى
يكون التوافق ولاان�سجام أ�قرب ما يكون.
وا�شترط الإمام الغزالي �أن تكون الزوجة ن�سيبة� ،أي تكون من �أهل بيت
الدين وال�صلاح؛ لأنها �ستربي بناتها وبنيها ،ف�إذا لم تكن م ؤ�دبة لم تح�سن الت أ�ديب
والتربية ،وكذلك الحال بالن�سبة للرجل ،ولقد �أو�صى عثمان بن أ�بي العا�ص
الثقفي �أولاده في تخير النطف فقال" :يا بني ،الناكح مغتر�س ،فلينظر امر ؤ�
حيث ي�ضع غر�سه ،والعرق ال�سوء قلما ينجب ،فتخيروا ولو بعد حين" ،و�سئل
�سيدنا عمر بن الخطاب ر�ضي الله عنه :ما حق الولد على أ�بيه؟ ف أ�جاب بقوله:
" أ�ن ينتقي أ�مه ،ويح�سن ا�سمه ،ويعلمه القر آ�ن".
وللأ�صل �أو الح�سب أ�ثره في تكوين ا أل�سرة النا�شئة بعد ذلك ،حيث يترعرع
ا ألبناء وتنمو أ�خلاقهم وعاداتهم في ظلال الحياة التي ن�ش�أوا فيها وتربوا على
�آدابها ،فالح�سب هو �شرف الو�ضع لااجتماعي ،والن�سب هو �شرف الأ�صل.
{ } 30