Page 32 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 32

‫‪‬‬

   ‫أ�حكام الخاطب والمخطوبة في ال�شريعة الإ�سلامية‬

‫يعد عقد الزواج من أ�قد�س العقود و�أخطرها؛ فهو عقد يق�صد منه دوام‬
‫الع�شرة بين الزوجين‪ ،‬وقد �سماه الله تعالى لذلك ميثاق ًا غليظ ًا‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬
‫} َو َك ْي َف تَ أْ� ُخ ُذونَ ُه َو َق ْد َأ� ْف َ�ضى بَ ْع ُ�ض ُك ْم �إلى بَ ْع�ٍض َو َأ� َخ ْذ َن ِم ْن ُك ْم ِميثَاقاً َغ ِليظاً{‬
‫[الن�ساء‪ ،]21 :‬ولهذا جعل ا إل�سلام له مقدمات تك�شف عن رغبة كل من‬
‫العاقدين في �إبرامهم هذا العقد الذي ي�ستمر مدى الحياة؛ لينتج �آثاره التي‬

               ‫و�ضع من أ�جلها‪ ،‬وهذه المقدمات هي الم�سماة بال ِخطبة(((‪.‬‬

‫وما دام هذا العقد بهذه الأهمية فالواجب قبل ارتباط طرفي العقد أ�ن‬
‫يكون كل منهما على وعي بطبيعة من يريد لاارتباط به‪ ،‬من حيث ال�شكل‬
‫وال ُخ ُلق والطبائع‪ ،‬فالخطبة هي �أول مرحلة من مراحل الزواج‪ ،‬وهي مهمة لكلا‬
‫الخاطبين؛ لما ينبني عليها من نتائج‪ ،‬فهي تقدم للخاطبين م�ؤ�اشرً وا�ضح ًا عن‬

      ‫مدى نجاح لاارتباط النهائي وهو الزواج‪ ،‬فهي فر�صة منا�سبة للاختيار‪.‬‬

‫ف إ�ذا تقدم رجل لخطبة فتاة ف�أجيب فقد تمت الخطبة بينهما‪ ،‬ولا يعتبر هذا‬
‫لااتفاق عقد زواج؛ فالخطبة لي�ست �إلا وعداً بالزواج‪ ،‬يحق لكل واحد منهما‬
‫أ�ن يعدل عن الخطبة متى �شاء‪ ،‬كما �أن قراءة الفاتحة عند ال ِخطبة كما جرى العرف‬
‫به عند كثير من النا�س لا تعتبر عقداً للزواج‪ ،‬لذا ف إ�ن إ�بداء الرغبة في الزواج هي‬
‫أ�ول خطوة في الخطبة‪ ،‬والتي يعقبها بعد ذلك ت�سا�ؤلات‪ ،‬الهدف منها معرفة‬

                                                ‫((( ال ِخطبة‪ :‬هي طلب الرجل المر�أة للزواج‪.‬‬

‫{ ‪ } 32‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37