Page 29 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 29
العادة ،تبلغ في �سحرها المبلغ الذي يتحدث عنه خيال ال�شعراء وال�صورة التي
تر�سمها �أقلام الكتاب ،غير ناظر �إلى النواحي الأخرى التي يجب أ�ن تكتنف
هذا الجمال؛ لتحفظ له قيمته وت�صونه مما ي�شينه.
والجمال و إ�ن كان محبب ًا إ�لى كل نف�س ب�شرية ف�إن الأنظار تختلف في مقايي�سه،
وطالب الجمال يجب عليه �أن يتنبه إ�لى �أنه قد يزول بالمر�ض أ�و كبر ال�سن،
في�ضعف أ�ثره في النف�س ،فلا يتعار�ض هذا الجمال مع الدين وا ألخلاق الفا�ضلة،
ولا مانع �أن ي أ�خذ بهذا الأ�سا�س ،فمن �صفات المر�أة التي حث عليها ا إل�سلام،
قال( :لجمالها) ،وقال النبي ( :التي ت�سره إ�ذا نظر).
كما أ�ن للمر�أة مراعاة هذا الجانب عند لااختيار؛ حتى تقيم حدود الله
�سبحانه وتعالى مع زوجها ولا تنفر منه ،وبالتالي ت�سوء المعاملة بينهما ،فقد
روي أ�ن امر أ�ة ثابت بن قي�س �أتت النبي ،فقالت :يا ر�سول الله ،ثابت بن
قي�س ،ما �أعتب عليه في خلق ولا دين ،ولكني أ�كره الكفر في ا إل�سلام .فقال:
( أ�تردين عليه حديقته؟) قالت :نعم ،أ�فعل ذلك .قال( :اقبل الحديقة وطلقها
تطليقة)((( ،والمعنى �أنها لا تطعن في دينه وخلقه ولكنها تبغ�ضه لدمامته وقبح
�صورته ،وخ�شيت �أن ي ؤ�دي هذا النفور منه إ�لى كفران الع�شير والتق�صير في
حقه والإ�ساءة إ�ليه وارتكاب ا ألفعال التي تنافي الإ�سلام من ال�شقاق والخ�صومة
والن�شوز ونحوها.
((( البخاري ،حديث رقم .5273
} 29 {

