كلية الملك حسين الجوية

تعد كلية الملك الحسين الجوية من مفاخر سلاح الجو الملﻜﻲ، وهي أقدم قاعدة جوية أردنية، إذ يعود تاريخها إلى عام ١٩٢٠، وكانت في وقت سابق المنشأة الوحيدة للتدريب على الطﻴﺮان. ولعل القاصي والداني يعرف أن كل طيار حربي ارتبط بشكل أو بآخر بهذه الكلية.

يوجد فيها الآن كلية جامعية ﺗﻤنح درجة البكالوريوس في علوم الطﻴﺮان، تحت مظلة مدرسة الشهيد الطيار فراس العجلوﻧﻲ، التي سميت على اسم الطيار البطل الذي ارتقى شهيداً عام ١٩٦٧.

أول فوج تخرج منها كان في ١٩٧٥ ، وهي موطن لثلاثة أسراب تدريب: السرب الرابع للتدريب الأساسي على الطائرات المجنحة، السرب الحادي عشر للتدريب المتقدم على الجناح الثابت والسرب الخامس للتدريب على الطائرات المروحية.

من الجدير ذكره أن متوسط الرحلات اليومية التي يقوم بها طياري الكلية ٣٠ رحلة، والرقم يصل إلى ٦٠ رحلة صيفاً. من بين مكونات الكلية، مدرسة مدربي الطﻴﺮان لتدريب المدربين، ومدرسة فنية لضباط الصف حيث يتم تدريبهم على الإدارة الفنية واللغة الإنجليزية.

كما يوجد في الكلية كتيبة للدفاع الأرضي المحلي، ﺑﻤا في ذلك فصيل الرد السريع ووحدات سكنية لثمانين عائلة من أفراد الكلية ومرافق أخرى.

والهيكل التنظيمي للكلية يتكوّن من: آمِر، قائد جناح الطﻴﺮان وقادة الأسراب، في حين يقوم طاقم من كبار الضباط الآخرين بتولي شؤون الأمن والمالية والدعم التقني والشؤون الإدارية واللوجستية والإسكان يعملون بإمرة الآمِر.

قبل أن يتم تخصيصها كمركز تعليمي شامل، كانت الكلية قاعدة قتالية حيث شاركت في جميع الحروب التي خاضتها المملكة.

في عشرينيات القرن الماضي كانت المفرق مركزاً لقاعدة الطائرات والمركبات المدرعة في سلاح الجو البريطاﻧﻲ.وبحلول عام ١٩٣١ استخدمت المفرق التي ﺗﻤتد فيها الصحراء على مساحة كبيرة وعلى بعد ثماني كيلو مترات من الحدود السورية، كمركز رئيسي للتزوّد بالوقود للرحلات الجوية الدولية، ولتحويل الإمدادات الدولية والأفراد والشحن والبريد.

في عام ١٩٥١ أجري تطوير على القاعدة وأنشئت مبانٍ جديدة، كما أُجْليَ سلاح الجو الملكي البريطاني في المفرق، وسلمت إلى الحكومة الأردنية في تاريخ ٣١ أيار ١٩٥٧.

وبقيت القاعدة غير مستخدمة حتى عام ١٩٥٨ عندما تولى سلاح الجو الملكي زمام الأمور، وفي حزيران ١٩٥٩ سُمِّيتَ قاعدة الملك الحسين الجوية مع السرب المقاتل الأول (هوكر هنتر) ولاحقاً السرب الثاﻧﻲ (ڤامبير)، ورُحّلت من عمان.

بدأ تدريب الطﻴﺮان عام ١٩٦٠ مع السرب الرابع الذي جهز بطائرات (سكوارل)، إلا أنه حُلَّ لاحقاً.

رغم الأمل إلا أنه قد ينطلق بعض الأﻟﻢ، إذ تم مهاجمة القاعدة في حرب عام ١٩٦٧. دُمّرت بعض الطائرات وتعرض المدرج لكثير من الأضرار، حيث جرى إصلاحه مؤقتاً، ولكن لم يُستخدم على أساسٍ منتظم حيث كان الطيارون متمركزين في العراق حتى عام ١٩٦٨. وفي عام ١٩٦٩ كان هنالك حاجة إلى إعادة نشر سرب (هنتر) في عﻤﺎن ثم في سوريا.

بدأ التدريب التجريبي المحلي الكامل في القاعدة عام ١٩٧٤، وأول فوج تخرّج عام ١٩٧٥. ومنذ عام ١٩٧٨ سميت بكلية الملك الحسين الجوية، التي تضم مدرسة الطﻴﺮان مع الأسراب الثاﻧﻲ، الرابع، الخامس، الحادي عشر ومدرسة الأركان الصغرى التي شُكِّلَتْ عام ١٩٧٩ ، وجرى نقلها عام ٢٠١٨ إلى عمان (ماركا)، وكلية القيادة الجوية والأركان، التي شُكّلت عام ١٩٩٠ ثم جرى حلّها لاحقاً.