القوات المسلحة الاردنية

الدور الوطني والقومي للقوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي

إن المؤسسة العسكرية الأردنية تعد الوجه المشرق للمملكة الأردنية الهاشمية , لتميزها بالمستوى الفكري الرفيع وقوة الشكيمة والمستوى العالي بالضبط والربط والتدريب , فضلاً عن ولائها لقيادتها الهاشمية وطاعتها للأوامر وتنفيذها المهام الوطنية والقومية .

إن ولاء المؤسسة العسكرية للنظام الحاكم أمر حيوي للاستقرار والاستمرارية في معظم البلدان النامية ولا سيما في المراحل الأولى من تأسيسها , والمؤسسة العسكرية الأردنية كان لها الأثر الفاعل في تأسيس الكيان السياسي الأردني لأنها تشكلت من منتسبي الثورة العربية الكبرى التي قاد لواءها الشريف الحسين بن علي ضد الحكم العثماني ومن هنا يتضح أنه منذ الأيام الأولى لتأسيس الإمارة في شرقي الأردن أعطيت للعسكريين مسؤوليات واسعة للمحافظة على النظام وسيادة الاستقرار السياسي الأردني .

إن القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي هي امتداد لثورة الآباء والأجداد من بني هاشم وهي امتداد لجيش الثورة العربية الكبرى التي نادت بالوحدة العربية لتحقيق أماني العرب الذين شاركوا في الثورة العربية الكبرى وكذلك لم ينس هذا الجيش المصلحة الوطنية وحماية الوطن والدفاع عن تراب الأردن الطهور.

الدور الوطني للقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)

إن دور القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي لا يتقاطع مع دورها القومي، بل أن الدور الوطني يدعم الدور القومي، وأن قوات مسلحة أردنية قوية تدعم الوحدة العربية ووحدة الصف العربي .

القوات المسلحة لأي بلد هي الصخرة التي تتحطم أمامها كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الوطن وهي حامية التنمية والنهضة وصانعة أجواء الأمن والأمان والاستقرار فأي تنمية ونهضة بدون قوات مسلحة قوية حديثة تكون معرضة للهزات وعدم الاستقرار .

والقوات المسلحة أيضاً هي حامية الوحدة وحارسها الأمين وهي الدرع الحصين في القوة والمنعة في الظروف الحرجة والصعبة التي تمر بها البلاد وتحافظ على استقلالها واستمرارها بدماء الرجال الأبرار المخلصين .

يتركز دور الجيش العربي في الدفاع عن الوطن وفي حمايته من أي عدوان خارجي ويكون شرف الانتماء لهذه المؤسسة الوطنية حقاً عاماً لجميع المواطنين على أسس من المساواة والعدل .

قدّم أبناء هذه المؤسسة الوطنية الرائدة (جيشنا العربي الأردني) الكثير من التضحيات الجسام في سبيل الانتصار لإرادة الشعب منذ انطلاقة الثورة العربية المباركة – الوحدة الخالدة وبذلك حق القول عليها بأنها القوة الحاسمة لمصلحة الشعب وحامية منجزاته ومكتسباته .

تعد القوات المسلحة بما حصلت وتحصل عليه من طاقات وإمكانات وبما تلقى من بناء وتحديث وتطوير في كل المجالات تعد حامية التنمية والنهضة وصانعة أجواء الأمن والاستقرار وكان لهذا الجيش العربي الأردني الحضور المتميز في الدفاع عن تراب الأردن الطهور والدفاع عن فلسطين العربية الأبية والدفاع عن كل القضايا العربية وحفظ الأمن الداخلي الأردني وحماية العرش الهاشمي وحفظ الوحدة الوطنية.

فقد كان لحمايتها ودفاعها عن تراب الأردن الطهور في معركة الكرامة التي سطر فيها الجيش العربي الأردني أروع الانتصارات على الجيش الإسرائيلي في غور الأردن واستطاع أن يهزم العدو ويعطي الدليل الواضح على وطنية وقومية هذا الجيش .

هنالك دور بارز للجيش العربي في مجال الرعاية الصحية المتمثلة في الخدمات الطبية الملكية وفي مجال التعليم والمتمثلة بمدارس الثقافة العسكرية المنتشرة في البادية الأردنية وفي مجال التعليم الجامعي ومجال المكرمة الملكية السامية لتعليم أبناء العسكريين العاملين والمتقاعدين وأبناء الشهداء على حساب صندوق أبناء الشهداء ورعاية أسر الشهداء وللجيش دور في المساعدة في الكوارث الطبيعية وتقديم المساعدة للمواطنين المدنيين في الظروف الصعبة وتأمينهم إلى المستشفيات القريبة وإرسال المؤن إليهم بالإضافة إلى مشاريع سلاح الهندسة الملكي مثل الحصاد المائي وشق الطرق وغيرها .

معركة الكرامة 21 اذار عام 1968م

أ. لقد شهدت هذه المنطقة في غور الأردن انتصار خالد بن الوليد في معركة اليرموك وهزيمة الصليبيين في حطين على يد صلاح الدين وهزيمة المغول على يد قطز في عين جالوت .وفي آذار عام 1968 أعاد التاريخ نفسه ليشهد غور الأردن ملحمة أخرى من ملاحم البطولة سطرها جيش وشعب الأردن .

ب .أهداف إسرائيل من المعركة :

  • - تحطيم القيادة الأردنية وقواتها.
  • - احتلال المرتفعات الغربية من الأردن (مرتفعات البلقاء)والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام وتوسيع حدودها بضم أجزاء من الأردن .
  • - محاولة التثبت في أرض من شرقي الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أحد أهدافها وهو إخراج الأردن من حيز المعركة والسيطرة على المرتفعات لزيادة العمق الإستراتيجي الإسرائيلي .
  • - ضمان الأمن والهدوء على طول خط وقف إطلاق النار في الأردن. (5) توجيه ضربات قوية ومؤثرة للقوات الأردنية.
  • - زعزعة الروح المعنوية والصمود لدى الأردنيين وخاصة في منطقة الأغوار.
  • - المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي والشعب حيث أن أغلبية الشعب غير متجانس.
  • - الحصول على مزيد من المصادر المائية والزراعية إذ تشكل منطقة الأغوار والمرتفعات هدفاً عسكريّاً واقتصادياً على السواء .


جـ. العمليات القتالية وسير أحداث المعركة ومقترباتها .بدأت إسرائيل الهجوم الساعة 0530 من فجر يوم 21 آذار 1968 على جميع المقتربات في القطاع الأوسط والجنوبي وقد حاولت مجموعات قتال على كل مقترب مكونة من الدبابات والعربات المدرعة تقدر ب(15 ) ألف جندي إسرائيلي القيام بهجوم صامت لمفاجأة القوات الأردنية ولكنها كانت مكشوفة وتحركاتها معروفة للقوات الأردنية حيث بدأ الهجوم بقصف جوي ومدفعي على جميع المواقع الأمامية والدفاعات الخلفية وخطوط المواصلات والتزويد التي تصل إلى واجهة الفرقة الثانية الأردنية وبدأت قواته التقدم على المقتربات التالية :

  • - مقترب جسر الأمير محمد (داميا) :قامت القوات الإسرائيلية بعدة محاولات لاجتياز جسر الأمير محمد بقوات مؤلفة من كتيبة مشاة وكتيبة دبابات الساعة 640. يوم 21 آذار 1968 واستطاعت الوصول إلى غرب مثلث المصري وتصدت لها قوات الحجاب من لواء القادسية والدروع واستطاعت وقف تقدمه نحو مرتفعات العارضة بعد أن أحدث في أسلحة الإسناد خسائر عديدة من رماية الدبابات الإسرائيلية التي أخذت باقتحام مواقع المشاة وأمر قائد القوة بالانسحاب إلى مواقع جديدة وتقدمت القوات الإسرائيلية خلف قوات الحجاب حتى مثلث المصري وكان هدفه اختراق المواقع الأردنية والتقدم عن طريق مثلث المصري ـ العارضة- إلى مرتفعات السلط الشمالية لكن صمود واستبسال الجيش العربي الأردني جعل القيادة الإسرائيلية تصدر أوامرها بالتراجع إلى غربي النهر ليترك العدو الكثير من الخسائر في المعدات والأرواح.
  • - مقترب جسر سويمة :استطاعت قوات الحجاب إحباط محاولة القوات الإسرائيلية اجتياز جسر الأمير عبد الله سويمة على واجهة لواء حطين بعد أن تعززت بقوات إضافية بقيادة الملازم محمد راضي العبد الله الذي كان يقود فصيل دبابات والذي استطاع إفشال عملية التجسير على النهر .
  • - مقترب غور الصافي :استخدم الجيش الإسرائيلي الدبابات والمشاة المنقولة بالمجنزرات والمظليين لاختراق القوات المدافعة لإشغال القيادة الأردنية في التركيز على صد إسرائيل في المقترب الأوسط ، ولإرهاب سكان المنطقة ومهد لهجومه هذا بإلقاء المناشير التي تدعو إلى الاستسلام وتقدمت قوة آلية بعد تدمير الطائرات لمخفر الغمر تقدر بحوالي 60 آلية باتجاه مخفر الغمر حوالي الساعة 0845 وهاجمت طائرات العدو القوات الأردنية في وادي عربة وتمكنت القوات الإسرائيلية من الوصول إلى غور الصافي والاصطدام مع القوات الأردنية من مظليين ومشاة وصمدت القوات الأردنية على الرغم من تفوق القوات الإسرائيلية بالعدة والعدد وتمكنت القوات الأردنية من تدمير عدد من دبابات القوات الإسرائيلية وقتل عدد من جنوده واستطاعت منعه من احتلال مواقع من مرتفعات مؤاب مما اضطره إلى الانسحاب الساعة 1700 ا من اليوم نفسه 21 آذار 1968.
  • - مقترب جسر الملك حسين : قاتلت قوات الحجاب على هذا المقترب بضراوة ثم تمكن الإسرائيليون من اجتيازها والوصول إلى مشارف الشونة من الجنوب الغربي الساعة 0600 صباحاً ودار القتال بين الدبابات الأردنية والإسرائيلية مما اضطر القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب إلى منطقة تقع في الجنوب الغربي من الشونة لإعادة تنظيمها حيث اندفعت إلى الشونة وتمكنت بعض القوات من الوصول إلى الكرامة و في الوقت نفسه كان هنالك إنزال مظليين (قوات محمولة جواً ) في الكرامة وقصف شديد لمواقع الجيش الأردني على مقترب وادي شعيب وتقدر القوات الإسرائيلية بمجموعة قتال مختلطة من سرايا الدبابات والمشاة المنقولة جواً ومدافع مقاومة الدبابات بالإضافة إلى كتيبة مظليين أنزلت قبل ذلك من طائرات هيلوكبتر .


د. خسائر الطرفين

خسائر القوات الإسرائيلية :

  • (أ) عدد القتلى 250 جندياً .
  • (ب) عدد الجرحى 450 جريحاً .
  • (جـ )تدمير 88 آلية وهي عبارة عن 27 دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن .


خسائر القوات المسلحة الأردنية :

  • (أ) عدد الشهداء 61 شهيداً .
  • (ب) عدد الجرحى108 جرحى.
  • (جـ) تدمير 13 دبابة .
  • (د) تدمير 39 آلية مختلفة .


هـ. نتائــج المعركــة : كان لمعركة الكرامة نتائج إيجابية على الصعيدين الأردني والعربي ومنها :

  • - تحطيم الأهداف الإسرائيلية التي كانت مرجوة من وراء معركة الكرامة أمام صخرة الصمود الأردني .
  • - ظهور الروح المعنوية العالية للجيش العربي الأردني القادر على التصرف من خلال الإرادة والتصميم .
  • - فشل إسرائيل بالتمسك بأي شبر من أرض الغور بهدف ضرب اقتصاد الأردن زراعياً .
  • - فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها السياسية في إرغام الأردن على الدخول في أية تسوية سلمية .
  • - فشل إسرائيل في توسيع حدودها وعمقها الإستراتيجي على حساب الأردن .
  • - أعادت هذه المعركة للأمة العربية الهيبة بعد يأس أصابها في معارك 1967 فأثبتت أن العرب قادرون على رد العدوان والانتصار عليه .
  • - تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي تدعي إسرائيل بأنه لا يقهر بعد أن أصابها الغرور بعد حرب 1967م.

و. ردود فعل وأقوال في المعركة :

رسالة القائد الأعلى جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه إلى كافة منتسبي القوات المسلحة بعد المعركة التي ثمّن فيها مواقف البطولة والشجاعة التي أثبتوا فيها أنهم جند الثورة حيث قال : " لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفاً هاماً في حياتنا ذلك أنها هزت بعنف أسطورة القوات الإسرائيلية كل ذلك بفضل إيمانكم و بفضل ما قمتم به من جهد وما حققتم من تنظيم حيث أعدتم إحكام حقوقكم واجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط وإنني لعلى يقين بأن هذا البلد سيبقى منطلقاً للتحرير ودرعاً للصمود وموئلاً للنضال والمناضلين يحمى بسواعدهم ويذاد عنه بأرواحهم وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم ".
ردود الفعل على الساحة العربية والأجنبية ،نذكر ما قالته بعض الصحف :

(أ) الديلي تلغراف قالت :أنه قد اتضح أمران في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الكرامة أولهما أن الإسرائيليين أخطأوا في حساباتهم خطأً فادحاً إذ أنهم واجهوا مقاومة أعنف مما كانوا يتوقعون والثاني أن هجومهم على الكرامة لم يحقق شيئاً .
(ب) نيوزويك الأمريكية قالت : لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وإن نتائج المعركة جعلت الملك الحسين بطل العالم العربي .
(جـ) القادة الإسرائيليين :

  • (أأ) قال حاييم بارليف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حديث له " أن إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران .
  • (ب ب ) المقدم اهارون بليد قائد مجموعة القتال الإسرائيلية قال " لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر قصفاً كهذا من قبل أصيبت دباباتي في العملية ما عدا اثنتين" .


الدور القومي

تمثل الدور القومي للقوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي في عدة محاور أهمها:

  • أ. حرب عام 1948 م : عندما تأزمت الأمور بعد قرار التقسيم في تشرين الثاني من عام 1947 واصلت الدول العربية اجتماعاتها لبحث الوضع واتخاذ قرارات مناسبة وكانت الآراء عديدة وموزعة , وأعلنت الدول العربية الحصار البحري على فلسطين وأخذت تفتش البواخر في المياه الإقليمية وتم الاتفاق بين دول الجامعة العربية وقادة جيوشها على أن تزحف الجيوش العربية إلى فلسطين وكانت الدول العربية المستقلة عام 1948 هي مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق واليمن والسعودية , وقد حددت مهام الجيش الأردني بالزحف نحو رام الله والقدس، ويتقدم المتطوعون المصريون على طريق الخليل وبيت لحم لتطويق القدس متعاونين مع الأردنيين الذين يجب أن يحاصروها من الشمال والشرق وأعطيت القيادة العامة لهذه الجيوش لجلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه .
  • ب. سيــر العمليات القتالية : لقد مرت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 بثلاث مراحل :
  1. المرحلة الأولى . من 15 أيار إلى 11 حزيران و في هذه المرحلة تمكن الجيش العربي الأردني من الاستيلاء على أريحا والبيرة في 16 أيار وفي يوم 28 أيار سقطت مدينة القدس القديمة بيد القوات الأردنية وفي 30 أيار احتلت القوات الأردنية رام الله واللد والرملة وأصبح الجيش الأردني على بعد ثمانية أميال من تل أبيب وتم الاتصال بينه وبين الجيش المصري جنوب القدس ،كانت الجيوش العربية الزاحفة تحرز الانتصارات فسقطت مدن نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية كما سقطت غزة بيد القوات المصرية وأحرزت القوات السورية انتصاراتها فسقطت بيدها طبريا سمخ وصفد , ثم أعلنت الهدنة بين القوات العربية واليهودية .
  2. المرحلة الثانية .وهي مرحلة ما بعد الهدنة ، إذ تمكن اليهود من الاستفادة من الهدنة وطلب المساعدة الحربية من مختلف أقطار العالم فخرق اليهود الهدنة وفي 15 تموز قرر مجلس الأمن الدولي أن الحرب الدائرة في فلسطين تهدد السلام العالمي وبعد يومين قرر وقف القتال لكن اليهود أعلنوا التعبئة العامة في 22 آب وأطلقوا النار على وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت وأردوه قتيلاً .
  3. المرحلة الثالثة .في 8تشرين أول 1948 – 7 كانون ثاني 1949 وفي هذه المرحلة شنت إسرائيل هجمات عنيفة في 9 تشرين أول على مواقع الجيش المصري وأقترح الدكتور (نبش) الوسيط الدولي وقف القتال لمدة أربعة أيام لكن اليهود لم يذعنوا وفي 8 تشرين أول وافقت مصر على وقف إطلاق النار وتدخلت الدول الأجنبية ونجحت أمريكا عن طريق توجيه إنذار لليهود بوقف إطلاق النار ليباشر العرب واليهود المباحثات في رودس , وقد نجح الجيش العربي الأردني في الحفاظ على عروبة القدس خلال هذه المرحلة بعد أن حال دون احتلال اليهود للضفة الغربية .


أهم معارك 1948. ولبيان دور الجيش العربي في معارك 1948 م لا بد من الحديث عن أهم المعارك التي خاضها :

(أ‌) معركة القدس 15 – 28 أيار 1948م .

  • (أأ) بدأ القتال في القدس بعد انسحاب قوات الانتداب منها حيث أخذ اليهود داخل المدينة وخارجها يقذفون الأحياء العربية بمدافع الهاون وقدر عدد القوات اليهودية داخل المدينة بين 6 – 8 آلاف جندي .
  • (ب ب ) عندما اشتدت وطأة القتال في القدس وخشي السكان العرب سقوط المدينة أرسلوا برقية إلى الملك عبد الله الأول في عمان يناشدونه نجدتهم فأصدر أوامره بتحريك القوات إلى القدس وبعث برقية إلى كلوب باشا يطلب منه إرسال القوات إلى القدس وأخذت قوات الجيش العربي الأردني تتجه إلى القدس وكانت (السرية الأولى المستقلة) أولى هذه القوات في احتلال مواقعها في جبل الزيتون والطور ودخلت من باب المغاربة داخل أسوار المدينة وبدأت بالاشتباك مع قوة من البالماخ كانت تشق طريقها إلى الحي اليهودي عن طريق باب النبي داود وتمكنت السرية الأولى الأردنية من طرد عناصر البالماخ اليهود خارج الأسوار ومنعتهم من الاتصال بالقوات اليهودية داخل الحي اليهودي .


(ب) معارك اللطرون وباب الواد .

  • (أأ) تأتي أهمية موقع باب الواد العسكرية من حيث اعتبارها مفتاح مدينة القدس , وقد قاتل الجيش العربي في هذه المعارك قتال الأبطال وأوقع أكبر الخسائر في صفوف العدو الإسرائيلي ودمر الكثير من معداتهم القتالية وسقط من أبطال هذا الجيش العديد من الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى القدس .
  • (ب ب)عندما قام الملك عبد الله الأول بزيارة مواقع القتال في اللطرون وباب الواد وشاهد بطولات هذا الجيش العربي وجثث اليهود وآلياتهم المدمرة شكر كافة أفراد ومرتبات الجيش العربي وأثنى على شجاعتهم وتضحياتهم وأطلق على الوحدة التي كانت تقاتل في معارك باب الواد واللطرون اسم الكتيبة الرابحة وهي التي كانت تسمى الكتيبة الرابعة .
  • (جـ جـ)كما شهدت عمارة النوتردام هجوماً قوياً نفذته الكتيبة الثالثة واستبسل أبطالها في محاولة احتلال هذه البناية اليهودية التي يتحصن بها مئات المقاتلين اليهود واستمر الهجوم عليها وحصارها حوالي ثلاثة أيام باعتبارها كانت تسيطر على منطقة باب العمود وقدمت هذه الكتيبة الكثير من الشهداء وقد أشار اليهود إلى ذلك اليوم 24 أيار في النوتردام لكثرة خسائرهم بأنه يوم مذبحة دامية .
  • (دد) وفي تلة الرادار التي تسيطر على مستعمرة الخميس والتي تمكنت القوات اليهودية من احتلالها بعد الانتداب دارت معارك ضارية بين السرية الرابعة من الكتيبة الأولى من اللواء الأول حيث تمكنت من طرد القوات اليهودية منها وقتلت منهم 13 جندياً واستشهد من أفرادها أربعة جنود وجرح ستة عشر آخرون بينهم قائد السرية واستطاعت الاحتفاظ بالموقع ومنع اليهود من احتلاله مرة ثانية بالرغم من كل محاولاتهم من أجل ذلك .
  • (هـ هـ) وأثناء إعلان الهدنة الأولى اعتباراً من صباح يوم 11 حزيران 1948 استغل الجيش العربي الأردني أسابيع الهدنة في إعادة التنظيم وتم تشكيل الكتيبة الخامسة وعندما استؤنف القتال ثانية في 9 تموز استطاع الجيش الإسرائيلي انتزاع زمام المبادأة الإستراتيجية من الجيوش العربية وحافظ على ذلك طيلة باقي أيام القتال بالرغم من فشله في بعض المعارك التعبوية مع الجيش العربي الأردني في باب الواد واللطرون .
  • (وو) وفي مرحلة الهدنة الثانية لم تتقيد القوات المعادية بقرار مجلس الأمن وواصلت اعتداءاتها على كافة الجبهات ومنها مواقع القوات المصرية وفي ذلك الوقت لم تكن المعلومات عن سير القتال على هذه المواقع تصل إلى الحكومة الأردنية أو قيادة الجيش العربي الأردني وعندما علمت الحكومة بذلك بعد أن تم محاصرة القوات المصرية قامت بتجهيز مجموعة قتال مؤلفة من سريتي مشاه وسرية مدرعات وحركتها إلى الخليل واستطاعت أن تفك الحصار عن القوات المصرية وحافظت على الخليل وبيت لحم من أية هجمات إسرائيلية وقد جرت مباحثات أطلق عليها اسم رودس تبعتها هدنة دائمة وقعت عليها جميع الأطراف المتحاربة بتاريخ 3 نيسان 1949م .


ب. حرب عام 1967 م .يعد عدوان الخامس من حزيران عام 1967 من أكبر الكوارث التي لحقت بالعرب في تاريخهم الحديث لأن هذه الحرب أدت إلى احتلال أجزاء واسعة من أراضي ثلاث دول عربية هي (مصر , سوريا , الأردن) .


أسباب الحرب:

  • (أ) رغبة إسرائيل في التوسع .
  • (ب) إحراز تفوق إسرائيلي عسكري وسياسي واقتصادي على العرب يمكنها من السيطرة مستقبلاً على الأراضي التي ستكسبها خلال هذه الحرب .
  • (جـ)إغلاق مصر لمضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية .
  • (د) تخوف إسرائيل من جمع الشمل العربي وتنامي القوة العسكرية العربية .
  • (هـ)النشاط الخطير المزعوم للفدائيين من الأراضي السورية .
  • (و)رغبة إسرائيل في القضاء على الجيوش العربية .
  • (ز) زيادة أعداد المهاجرين إلى إسرائيل .
  • (ح) انتهاز فرصة انشغال مصر في حرب اليمن .

الجبهـــة الأردنية/سير العمليات. بعد أن تم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن ومصر في 30 أيار 1967 فقد وضعت القوات المسلحة الأردنية في حالة تأهب قصوى وعين اللواء المصري عبد المنعم رياض قائدا عاما يساعده اللواء الركن عامر خماش رئيس هيئة الأركان الأردني وجاء سير العمليات العسكرية بين الجيش العربي الأردني والجيش اليهودي على النحو الآتي :

(أ) معارك اللطرون وباب الواد

  • (أأ) نتيجة لتطور الأوضاع على الجبهة المصرية ونبأ تدمير المطارات المصرية أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين أوامره بالاشتباك على طول خط وقف إطلاق النار السابقة وصدر أمر لقيادة الجيش العربي الأردني باحتلال (جبل المكبر) المقام على قمته مبنى هيئة الأمم المتحدة وتم تكليف إحدى الكتائب في المنطقة بتنفيذ المهمة يوم 5 حزيران 1967 وحاولت القوات الإسرائيلية استعادة جبل المكبّر وقامت بتوسيع كل هجومها على محاور عدة شملت بقية المواقع الأردنية على طول خط المواجهة وقامت قوات العدو المؤلفة من (لواء مظليين ، لواء عصيوني) لواء هاري ايل الآلي ، لواء مشاة محمول ولواء مشاة) وباشر اللواء هاري ايل بالتعرض ضد المواقع العسكرية الأردنية المحيطة بمدينة القدس مساء يوم 5 حزيران وباشر الهجوم من ثلاث جهات بقصد احتلال المناطق الحيوية المسيطرة على طريق القدس وباب الواد ، وهي تل الرادار وتل الشيخ عبد العزيز وتل النبي صموئيل ، وتصدت لها وحدات اللواء الهاشمي وأوقعت بين صفوفها خسائر كبيرة.
  • (ب ب) نظراً لتفوق العدو ولما يملكه من تعزيزات وأسلحة وذخائر وقرب مواقع التزويد لقواته ومساندة سلاحه الجوي تمكن من احتلال منطقة رام الله يوم 6 حزيران وفي منطقة اللطرون وتل الغول قصفت طائرات العدو بشدة مواقع القوات الأردنية وأوقعت خسائر كبيرة بين أفرادها وتمكنت قوات العدو المدرعة من احتلاله .


(ب) معركة القدس

  • (أأ) كانت القوات الأردنية المناط بها الدفاع عن القدس تتمثل بلواء الملك طلال بوحداته الثلاثة أما القوات الإسرائيلية المعادية فقد تألفت من (لواء مظليين يحتل جبل الطور( المطلع) ويحيط بالمدينة من الشرق ولوائين أحدهما آلي والآخر مشاة يحيطان بالقدس من الشمال ، لواء مشاة معزز بالمدفعية والدبابات يحتل جبل المكبر ويحيط بالقدس من الجنوب .
  • (ب ب) بدأت القوات المعادية هجومها الساعة (0200) صباح يوم 6 حزيران 1967 ضد المواقع الأردنية (الشيخ جراح والمطلع) فتعرضت لها القوات الأردنية المرابطة في تلك المواقع وأوقعت بها خسائر جسيمة كما كانت المدفعية في منطقة القدس تقصف المواقع الإسرائيلية بتركيز وعنف شديدين حيث وصفها قادة العدو الإسرائيلي (المدفعية المسعورة) لشدة قصفها وتأثيرها من جهة وسرعة تنقل رماياتها بين الطرفين وتكبدت فيه القوات الإسرائيلية خسائر جسيمة بين أفرادها وآلياتها حتى أن خسائر العدو في تلة الذخيرة بلغت 50 قتيلاً و 150 جريحاً واستشهد وجرح من القوات الأردنية حوالي 106 أفراد وهم عدد أفراد السرية كاملة وهذا أن دل على شئ فإنما يدل على عظيم التضحية والشجاعة التي تحلى بها أبناء الجيش العربي وإصرارهم على القتال حتى آخر طلقة وآخر رجل وكل ذلك في سبيل القدس ومقدساتها وأهلها وقد التحم الطرفان في قتال شرس بالقنابل اليدوية والحراب والأيدي وقد اعترف العدو بخسائره وبضراوة قتال الأردنيين على لسان وزير دفاعه "موشي ديان" آنذاك.


(جـ) معارك القطاع الشمالي (نابلس - جنين – طولكرم).

  • (أأ) كانت القوات الأردنية موزعة على النحو الآتي لواء خالد بن الوليد في منطقة جنين ، لواء عالية في منطقة نابلس ، اللواء المدرع 40 احتياط + كتيبة دبابات مستقلة لتعزيز الألوية الأمامية وتدعيمها.
  • (ب ب) أما القوات الإسرائيلية فكانت مؤلفة من خمسة ألوية مشاه ومدرعة تسندها المدفعية وسلاح الجو .
  • (جـ جـ) لقد اشتبكت القوات الأردنية مع القوات اليهودية في مختلف المناطق التي كانت تسيطر عليها ودافعت عنها دفاعا مستميتا إلا أن مجموعة من العوامل أدت إلى أضعاف قدرة الجيش العربي الأردني وأثرت على معنوياته وشتتت جهده وبالرغم من كل هذا فما قدمه الجيش العربي الأردني في فلسطين تعجز الكلمات عن وصفه فهناك بطولات لكتائبه وألويته وأفراده تسجلها أرض فلسطين ويشهد عليها زيتونه وأرضها المباركة حتى لو جحد الجاحدون وتمادى ذوو القربى بظلم هذا الحمى ونكران وجحود بطولاته فتاريخه ناصع شهد به الأعداء قبل الأصدقاء .


نتائج الحرب وأسباب الهزيمة :


  • (أ) لقد دخل الأردن الحرب تضامناً مع الموقف العربي بالرغم من قناعته المطلقة بعدم استعداد الأمة العربية لذلك معتقداً أن أهم متطلباته من القوات البرية والجوية سوف يحصل عليها من قبل بدء المعركة من الدول العربية الحليفة غير أن أيّاً من هذه المتطلبات لم يتم تلبيتها .
  • (ب) نتيجة الحرب على المسرح الأردني ربما ستكون أفضل مما آلت إليه لو أن الأردن خاض الحرب وفق إستراتيجيته الخاصة به والتي كانت مخططة سلفاً بقيادة أردنية لمعرفته بطبيعة مسرح العمليات وكيفية التعامل معها في الميدان .
  • (جـ) ضعف الجبهات العربية في الجولان وسيناء وسقوطها بيد اليهود زاد من قدراتها وهيأ الفرص لتوجيه كافة جهودها لدحر القوات الأردنية .
  • (د) تلقي إسرائيل تعزيزات كبيرة من الأسلحة المتطورة من أوروبا وأمريكا.
  • (هـ) تفوق إسرائيل في مجال سلاح الجو وعدم وجود غطاء جوي للقوات الأردنية لحمايتها.
  • (و) أما الخسائر من الطرفين فكانت على النحو التالي :
    • (أأ) الجيش العربي الأردني700 شهيدأ و 6000جريحا ومفقوداً و180 دبابة و21 طائرة.
    • (ب ب) الجيش الإسرائيلي 550قتيلا و 2400جريحا و400 دبابة و36 طائرة.


جـ. حرب عام 1973 (حرب تشرين) :

ما أن اندلعت الحرب في يوم 6 تشرين الأول عام 1973 بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى حتى قام الأردن بوضع قواته تحت درجة الاستعداد القصوى اعتباراً من الساعة 1500 من ذلك اليوم وصدرت الأوامر لجميع الوحدات و التشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضي السورية أو التعرض غرب النهر لاستعادة الأراضي المحتلة في حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية وأدت الإجراءات هذه إلى مشاغلة قوات العدو الإسرائيلي فالجبهة الأردنية من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب كبير من قواتها تحسباً لتطور الموقف على الواجهة الأردنية ونظراً لتدهور الموقف على الواجهة السورية فقد تحرك اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فأكتمل وصوله يوم 14 تشرين الأول عام 1973 وخاض أول معاركه يوم 16 تشرين الأول حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة 13 العراقية فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم .
أهمية المشاركة الأردنية في حرب 1973 .على الرغم من محدودية المشاركة الأردنية في حرب 1973 إلا أنها كانت إيجابية وفاعلة على المستويات الإستراتيجية والمعنوية ويمكن تلخيص هذه الأهمية بما يلي:

  • (أ) إشغال جزء من القوات الإسرائيلية على طول امتداد الجبهة الأردنية وحرصها على تعزيز قواتها على الجبهتين السورية والمصرية .
  • (ب) حرمان العدو الإسرائيلي من الالتفاف على الجزء الأيسر للقوات السورية وذلك من خلال تأمين القوات الأردنية الحماية لمحور درعا ودمشق والجناح الأيسر للقوات السورية .
  • (جـ) تثبيت القوات الإسرائيلية في الجولان بمساعدة القوات العراقية ومنعها من تطوير عملياتها الهجومية وإجبارها على التحول إلى وضعية الدفاع .
  • (د) تعميق مفهوم العمل العربي المشترك وتفعيله وتطبيقه على أرض الواقع .


نتائج الحرب على الأردن : كان للحرب نتائج إيجابية على الأردن ومنها :

  • ( أ ) إعادة العلاقات التي كانت مقطوعة بين الأردن وبعض الدول العربية .
  • (ب) استئناف المساعدات العربية التي كانت مقطوعة عن الأردن .
  • (جـ)تحريك القضية الفلسطينية على المستوى السياسي. وبعد هذا العرض للحروب التي خاضها الجيش العربي الأردني نجد أن الالتزام بقضايا العروبة بقي الهدف الأسمى للأردن على الدوام على الرغم من شح موارده وضيق إمكانياته لكن نداء العروبة والواجب وشرعية الرسالة والتاريخ جعلت من الأردن بلداً عربي الهمة والموقف عصياً على الاختراق بإذن الله تعالى.


العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 م .

(1) لقي إعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس في 26 تموز 1956 تأييداً كبير في الأردن وبالذات على الصعيد العسكري إذ وجه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه رسالة إلى الرئيس المصري في 28 تموز أكد فيها تضامن الأردن مع مصر ووقوفه حكومة وشعباً في مواجهة العدو المشترك.
(2) بعد يومين صرح وزير الخارجية الأردني عوني عبد الهادي بأن الأردن يؤيد مصر وسيحارب إلى جانبها إذا ما لجأت بريطانيا وفرنسا إلى السلاح كما وجه اللواء علي أبو نوار رئيس أركان الجيش العربي الأردني مذكرة إلى السفير البريطاني في عمان طلب فيها مساعدة بريطانيا للأردن في حالة وقوع هجوم من إسرائيل عليها بموجب المعاهدة المعقودة بينها .
(3) من جهة أخرى عمت الأردن مظاهرات ومهرجانات تأييداً لتأميم القناة وأخذ آلاف من الشباب يتجمعون حول الملحقية المصرية في عمان للتطوع في صفوف جيش التحرير المصري كما أخذ أفراد الحرس الوطني الأردني يسجلون أسماءهم في القنصلية المصرية في القدس للتطوع دفاعاً عن مصر حيث بلغ عددهم (1500) متطوع .
(4) عندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر 29-30 تشرين الأول 1956 قوبل بردود فعل كبيرة ورافضة من قبل كل الأردنيين أثناء ذلك دعا جلالة الملك الحسين رحمه الله مجلس الوزراء بعقد اجتماع طارئ في اليوم التالي للعدوان حضره اللواء علي أبو نوار وطلب منهم إعداد الجيش لدخول الحرب ضد إسرائيل ووضع اتفاقية الدفاع المشترك على سوريا ومصر موضع التنفيذ فأعلنت الحكومة الأردنية التعبئة العامة وحالة الطوارئ في الأردن . وقررت في الأول من تشرين الثاني 1956 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا كما أبلغت السفير البريطاني في عمان بأن الأردن لن يسمح للقوات البريطانية باستخدام أراضيه للاعتداء على مصر أو أي قطر عربي آخر .وقد أكد المغفور له الحسين موقف الأردن قيادةً وحكومةً وشعباً على رفض العدوان وقال في اتصال هاتفي له مع الرئيس عبد الناصر " نحن مع مصر في محنتها وشدتها وإنني بكل قواتي وإمكاناتي سأخوض المعركة حتى النهاية " .


مساهمة القوات المسلحه الأردنيه في المحافظة على أمن واستقرار بعض الدول الشقيقه والصديقة من خلال إبراز دور القوات المسلحة في تأهيل وتدريب قواتهاالمسلحة بإيفاد مدربين أردنيين أو إشراك مرتبات القوات الشقيقة والصديقة بدورات داخل معاهد ومدارس القوات المسلحة الأردنية.

بتوجيه من القيادة الهاشمية وعلى رأسها جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أدت هذه القوات أدواراً إنسانية على الصعيد القومي والصعيد العالمي.


أ. على الصعيد القومي (العربي)

في المجال الصحي للقوات المسلحة /الجيش العربي مستشفيات في فلسطين وفي العراق تؤدي خدماتها الصحية للشعبين الفلسطيني والعراقي وتأتي هذه المستشفيات في إطار الموقف الأردني من الشعبين في البلدين الشقيقين.
في المجال الثقافي انطلاقا ًمن إيمان القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بالبعد القومي وذلك لتعزيز أواصر المحبة بين الأشقاء العرب فقد بدأت علاقات التواصل الثقافي مع الدول العربية من خلال إرسال المعلمين لتلك الدول واستقبال الطلاب العرب في مدارسها حيث بدأت العلاقات مع أبو ظبي في مطلع السبعينيات في برنامج محو الأمية وتعليم أبناء المنطقة وفي عام 1972 بدأت القيادة العامة بإرسال عدد من الضباط المعلمين للمساهمة في رفع المستوى الثقافي لمنسوبي قوات السلطان المسلحة العمانية كما تم استقبال عدد من الطلاب العرب في مدارس الثقافة العسكرية من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجزائر.
في مجال القوى البشرية .ومن ناحية تدريب القوى البشرية العربية فهناك العديد من المدارس والكليات والمعاهد العسكرية التي قامت بتدريب الكوادر العسكرية العربية في الأردن وخاصة من دول الخليج العربي والسعودية والعراق واليمن كما تم إرسال المدربين العسكريين الأردنيين إلى هذه الدول لتدريب الكوادر العسكرية وفي مختلف الصنوف .
لم يضع الأردن على المدى نصب عينيه الحصول على أي مغنم من كل هذه الأعمال المشرفة التي تزين تاريخه وإنما كان ينطلق من شعوره الإسلامي والقومي والإنساني وشرف الجندية التي تربى عليها ورسالة قيادته الهاشمية التي ترفعت فوق كل المهاترات والشعارات البراقة التي لا تخدم إلا أعداء الأمة وجعلت العمل والإنجاز هو الحكم الفصل على أقوالها وأفعالها إيماناً بأن الوحدة العربية هي القاسم المشترك الذي يجب أن يشكل المظلة الكبرى لكل أبناء العروبة ليتمكنوا من خدمة أمتهم والمحافظة على رسالتها السماوية التي خصها الله بها دون الأمم .

ب. على الصعيد العالمي.

للأردن أدوار في حفظ السلام العالمي في يوغسلافيا السابقة (البوسنة والهرسك وفي كرواتيا وسلافونيا الشرقية وكوسوفو ) وفي مواقع عديدة من العالم ستذكر على موقع قواتنا المشاركة في حفظ السلام ، كما قدمت القوات المسلحة الرعاية الصحية كمساهمة إنسانية منها في المناطق المنكوبة من العالم وكما يلي :

  • - المستشفى العسكري الميداني في أريتريا.
  • - المستشفى العسكري الميداني في سيراليون.
  • - المستشفى العسكري الميداني في أفغانستان (مزار الشريف).
  • - المستشفى العسكري الميداني في إيران حينما ضرب الزلزال مدينة بام الإيرانية في عام 2004.
  • - المستشفى العسكري الميداني في ليبيريا.
  • - المستشفى العسكري الميداني في بوروندي.
  • - إرسال مستشفيات ميدانية الى كل من جزر المالديف واندونيسيا.