Page 122 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 122
ت أ�ثيرها على �شخ�صية الفرد ب�شكل وا�ضح ،ولها دور بارز في تعديل ال�سلوك
وفق القيم والف�ضائل الخلقية ،ويعود ال�سبب في ذلك �إلى ميل الطفل نحو
تقليد الآخرين ،ومحاكاتهم في أ�قوالهم و�أفعالهم وحركاتهم ،وهذا يتطلب
من المر ّبي تمثل لاا�ستقامة في �سلوكه ،وترجمة قوله �إلى فعل؛ حتى يكون �أبلغ
�أثراً و أ�عمق انطباع ًا في النف�س ،وهذا مو�ضع اتفاق بين علماء التربية الم�سلمين
وغيرهم((( ،وا أل�صل في ذلك قوله تعالى} :لَ َقد َكا َن لَ ُكم ِيف َر�ُسو ِل الله ُ�أ�سو ٌة
َح�َسنَ ٌة{ ٍ[ا ألحزاب ،]21 :وغالب ًا ما ينتهي هذا الأ�سلوب بالممار�سة العملية
للحياة والدرو�س العملية للف�ضيلة والقيم والأحكام ال�شرعية ،فيعتمد الطفل
على نف�سه ،وي�ستفيد من تجاربه.
-2الوعظ والإر�شاد :يعتبر الن�صح والتوجيه المبا�شر أ��سلوب ًا هام ًا في التربية،
ويختلف ت أ�ثيره باختلاف حال النفو�س في ا إلقبال والنفور ،وال�سهولة والعناد،
ومن المعلوم �أن نف�س الطفل أ�كثر مرونة ،و�ألين عريكة ،و�أ�سرع اعتياداً من الكبير،
فكان تعاهده بالتربية والت�أديب واجب كل من يتولى أ�مره((( ،وعلى المربي تحينّ
الوقت المنا�سب في توجيهه و�إر�شاده ،لئلا تت�سلل ال�س�آمة إ�لى نف�سه ،ويراعي
اللطف في الن�صح والرفق في القول وخف�ض ال�صوت ،و�ستر الحال ما أ�مكن(((،
((( الغزالي� ،إحياء علوم الدين - 93/2 :عبد الرحمن النحلاوي� ،أ�صول التربية الإ�سلامية و�أ�ساليبها
- 256/جون ديوي ،الديمقراطية والتربية ،19/كانت :كتاب التربية - 61/فليك�س توما�س ،التربية
في العائلة .37/
((( الغزالي ،إ�حياء علوم الدين - 93/2 :با�سم حوا مده ،تربية الأطفال في الإ�سلام دار جرير -ع ّمان،
ط - 103/ )200-1426( 1كانت :كتاب التربية .61/
((( ابن �سينا ،كتاب التدبير .31/
{ } 122

