Page 64 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 64
ال�َّش ْي َطا َن يَ ْج ِري ِم َن الإن�سان جَ ْم َرى ال َّد ِمَ ،و�ِإ ِّين َخ ِش� ي ُت َأ� ْن يُ ْل ِق َي يِف �َأنْ ُف ِ�س ُك َما �شيئاً)"(((.
�إن غيرة الرجل على �أهله محمودة إ�ذا كانت في موا�ضع التهم والريبة ،ومنها
ما روته عائ�شة ر�ضي الله عنها " :أ�ن النبي دخل عليها وعندها رجل ،فك أ�نه
تغير وجهه ،ك�أنه كره ذلك ،فقالت� :إنه أ�خي .فقال( :انْ ُظ ْر َن َما �إِ ْخ َوانُ ُك َّنَ ،ف ِ�إ مَّنَا
ال َّر َ�ضا َع ُة ِم َن ا مْلَ َجا َع ِة)"(((.
وتكون الغيرة مذمومة �إذا كانت من غير تهمة ومن غير ريبة توجب ذلك،
وفعلها من قبل الأزواج �سبب يفتح باب العداوة والبغ�ضاء بينهم ،قال ( :إ�ِ َّن
ِم َن الْ َغيرْ َ ِة َما يُ ِح ُّب اللهَُ ،و ِم ْن َها َما يَ ْب َغ� ُضَ ،و ِم َن الخْ ُيَ َال ِء َما يُ ِح ُّب اللهَُ ،و ِم ْن َها َما يَ ْب َغ� ُض
اللهَُ ،ف أ�َ َّما الْ َغيرْ َ ُة الَّ ِتي يُ ِح ُّب اللهُ َفالْ َغيرْ َ ُة يِف ال ِّريبَ ِةَ ،و أ�َ َّما الْ َغيرْ َ ُة الَّ ِتي يَ ْب َغ� ُض اللهُ َفالْ َغيرْ َ ُة يِف
َغيرِْ ِريبَ ٍةَ ،وا اِل ْخ ِتيَا ُل الَّ ِذي يُ ِح ُّب اللهُ ا ْخ ِتيَا ُل ال َّر ُج ِل ِبنَ ْف ِ�س ِه ِع ْن َد الْ ِقتَا ِل َو ِع ْن َد ال َّ�ص َد َق ِة،
َوا اِل ْخ ِتيَا ُل الَّ ِذي يَ ْب َغ� ُض اللهُ الخْ ُيَ َال ُء ِيف الْبَا ِط ِل)(((.
إ�ذن فالغيرة الم�شروعة م�شروطة ب أ�لا تن�ساق في تيار ال�شكوك والظن الذي
يدفع �إلى المبالغة في الريبة والتج�س�س و�سوء الظن ومحاولة التعنت في ا�ستطلاع
بواطن الأمور؛ ف إ�ن ذلك مما يف�سد الع�شرة وينكد الحياة ،وي ؤ�دي إ�لى قطع
ال�صلة ،وذلك ما يبغ�ضه الله ويكرهه ،فلا أ�ف�ضل من �إ�شعار الرجل زوجته بالثقة
والتحا�شي عما يخد�شها.
((( �صحيح البخاري ،كتاب لااعتكاف ،باب زيارة المر�أة زوجها في اعتكافه ،ج ،50/3رقم .2038
((( �صحيح البخاري ،كتاب ال�شهادات ،باب ال�شهادة على الأن�ساب ،والر�ضاع الم�ستفي�ض ،والموت
القديم ،ج ،170/3رقم .2647
((( �سنن الن�سائي ،كتاب الزكاة ،لااختيال في ال�صدقة ،ج ،62/3رقم .2350
{ } 64