Page 66 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية

‫‪‬‬

‫ب�سكينة ولطف‪ ،‬فعن عمر بن الخطاب قال‪" :‬كنا مع�شر قري�ش نغلب الن�ساء‪،‬‬
‫فلما قدمنا على ا ألن�صار إ�ذا قوم تغلبهم ن�سا�ؤهم‪ ،‬فطفق ن�سا ؤ�نا ي�أخذن من‬
‫�أدب ن�ساء الأن�صار‪ ،‬ف�صخبت علي امر أ�تي فراجعتني‪ ،‬ف أ�نكرت �أن تراجعني‪،‬‬
‫قالت‪ :‬ولم تنكر أ�ن �أراجعك؟ فوالله �إن �أزواج النبي ‪ ‬ليراجعنه‪ ،‬و�إن �إحداهن‬
‫لتهجره اليوم حتى الليل"(((‪ ،‬بل َح َد َث �أن رفعت عائ�شة �صوتها فوق �صوته‪،‬‬
‫فعن النعمان بن ب�شير قال‪" :‬ا�ست�أذن أ�بو بكر ال�صديق على النبي ‪ ،‬ف�سمع‬
‫�صوت عائ�شة عالي ًا‪ ،‬فلما دخل تناولها ليلطمها‪ ،‬وقال‪� :‬ألا أ�راك ترفعين �صوتك‬
‫على ر�سول الله ‪‬؟ فجعل النبي ‪ ‬يحجزه‪ ،‬وخرج أ�بو بكر مغ�ضب ًا‪ ،‬فقال‬
‫النبي ‪ ‬حين خرج أ�بو بكر‪َ ( :‬ك ْي َف َر�أَيْ ِت ِني أَ�نْ َق ْذتُ ِك ِم ْن ال َّر ُج ِل؟) قال‪ :‬فمكث �أبو‬
‫بكر أ�يام ًا‪ ،‬ثم ا�ست أ�ذن على ر�سول الله ‪ ،‬فوجدهما قد ا�صطلحا‪ ،‬فقال لهما‪:‬‬
‫أ�دخلاني في �سلمكما كما أ�دخلتماني في حربكما‪ .‬فقال النبي ‪َ ( :‬ق ْد َف َع ْلنَا‪َ ،‬ق ْد‬

‫َف َع ْلنَا)(((‪.‬‬
‫‪ ‬بع�ض الم�شكلات التي ح�صلت في بيت النبي ‪ ،‬وهديه في علاجها‪:‬‬

‫‪ ‬الم�شكلة الأولى‪ :‬لااتهام في عر�ضه (حادثة الإفك)‪:‬‬

‫وملخ�صها‪ :‬أ�ن بع�ض المنافقين ومن �أقنعوه بكلامهم اتهموا عائ�شة ر�ضي الله‬
‫عنها بارتكاب الفاح�شة مع �صفوان بن المعطل ر�ضي الله عنه‪ ،‬وقد �سلك النبي‬

‫‪ ‬عدة �أ�ساليب لمعالجة هذه الم�شكلة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫((( �صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها‪ ،‬ج‪ ،28/7‬رقم ‪.5191‬‬
‫((( �سنن أ�بي داود‪ ،‬كتاب الأدب‪ - 92 ،‬باب ما جاء في المزاح‪ ،‬ج ‪ ،300 / 4‬رقم ‪.4999‬‬

‫{ ‪ } 66‬‬