Page 69 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 69
إ�ذا �أ�شيع وتعرف �صحته وف�ساده ،بالتنقيب عمن قيل فيه هل وقع منه قبل ذلك
ما ي�شبهه أ�و يقرب منه ،وا�ست�صحاب حال من اتهم ب�سوء �إذا كان قبل ذلك
معروف ًا بالخير �إذا لم يظهر عنه بالبحث ما يخالف ذلك"(((.
وقال الدكتور الأني�س" :اتبع عليه ال�صلاة وال�سلام في معالجتها �أ�سلوب
التروي وعدم التعجل والتحقيق الهادئ؛ ليكون قراره في ذلك عادل ًا ،مع
المحافظة التامة على كرامة زوجته من أ�ن تخد�ش ،وكرامة أ�هلها من �أن تم�س،
وتلك حكمة بالغة من النبي في تعامله مع مثل هذه الأمور ،ونجد أ�ن النبي
تعامل معها تعامل ًا دقيق ًا ،واتخذ خطوات مدرو�سة في �سبيل الك�شف عن
الحقيقة فيما ي�شاع ويذاع في أ�خطر ق�ضية يتعر�ض لها البيت النبوي"(((.
.3الوعظ :وقد ا�ستعمل النبي هذا الأ�سلوب مع عائ�شة ر�ضي الله عنها
عندما اتهمت بالإفك ،فعلى الرغم من ظهور بوادر براءة عائ�شة ،وقناعة النبي
بعفتها وطهرها� ،إلا �أن النبي �أراد �أن ي�سمع ب أ�ذنيه من عائ�شة دفاعها عن نف�سها،
فجاءها إ�لى بيت أ�بويها ،وواجهها مواجهة �صريحة بما يقال عنها �أمام �أهلها على
ا�ستحياء ،فلم ي�صرح بالتهمة الموجهة �إليها و�إنما ذكرها تلميح ًا ،قالت عائ�شة:
"ثم �أتاني ر�سول الله و�أنا في بيت �أبوي ،فينما هما جال�سان عندي و أ�نا �أبكي،
ا�ست�أذنت عل ّي امر أ�ة من ا ألن�صار ف أ�ذنت لها ،فجل�ست تبكي معي ،فبينما نحن
على ذلك ،دخل علينا ر�سول الله ف�سلم ثم جل�س ،قالت :فت�شهد ر�سول الله
حين جل�س ثم قال ( :أ�ما بعد ،يا عائ�شة ف�إنه بلغني عنك كذا وكذا ،ف�إن كنت بريئة
((( فتح الباري ،ابن حجر ،ج.480/8
((( الأ�ساليب النبوية ،د .ا ألني�س� ،ص .166
} 69 {