Page 68 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 68

‫‪‬‬

‫يعاملها بالطريقة التي كان يعاملها بها قبل �شيوع حادث الإفك وقالة ال�سوء؛‬
‫لي�شعرها ب�أن �شيئ ًا ما قد حدث‪ ،‬ويحتاج �إلى تحقيق فيه للك�شف عن الحقيقة‪...‬‬
‫وهذا الموقف در�س تربوي نتعلم منه كيف نتعامل مع الأ�شخا�ص الذين ي�شاع‬
‫عنهم �شائعات لاافتراء‪ ،‬ويذاع عنهم كلمات الزور والبهتان‪ ،‬فلا بد من الحذر‬
‫ال�شديد‪ ،‬وعدم الت�سرع في إ�طلاق ا ألحكام واتخاذ المواقف المعادية من غير‬

                                    ‫حج ٍة وا�ضحة أ�و دليل �صحيح"(((‪.‬‬

‫‪� .2‬أ�سلوب التثبت والتحقيق(((‪ :‬عالج النبي ‪ ‬هذه الم�شكلة التي لها‬
‫م�سا�س بالأعرا�ض ب أ��سلوب التثبت والتحقيق الهادئ فيها‪ ،‬وذلك من خلال‬
‫�س ؤ�ال أ�كثر النا�س علم ًا بحال عائ�شة ب�سبب طول المخالطة‪ ،‬فاختار من الرجال‬
‫اثنين هما‪ :‬علي بن أ�بي طالب و أ��سامة بن زيد ر�ضي الله عنهما‪ ،‬قالت عائ�شة‪:‬‬
‫"ودعا ر�سول الله ‪ ‬علي بن أ�بي طالب و�أ�سامة بن زيد حين ا�ستلبث الوحي‪،‬‬
‫ي�س�ألهما وي�ست�شيرهما في فراق أ�هله‪ ،‬قالت‪ :‬ف أ�ما �أ�سامة ف�أ�شار على ر�سول الله ‪‬‬
‫بالذي يعلم من براءة �أهله‪ ،‬وبالذي يعلم لهم في نف�سه‪ ،‬فقال �أ�سامة‪ :‬أ�هلك‪ ،‬ولا‬
‫نعلم �إلا خيراً‪ .‬و�أما علي فقال‪ :‬يا ر�سول الله‪ ،‬لم ي�ضيق الله عليك‪ ،‬والن�ساء �سواها‬
‫كثير‪ ،‬و�سل الجارية ت�صدقك"‪ .‬فك�أنه قال‪ :‬إ�ن �أردت تعجيل الراحة ففارقها‪،‬‬
‫و إ�ن أ�ردت خلاف ذلك فابحث عن حقيقة ا ألمر إ�لى أ�ن تطلع على براءتها؛ ألنه‬

                               ‫كان يعلم �أن بريرة لا تخبره إ�لا بما علمته‪.‬‬

‫ذكر ابن حجر بع�ض فوائد حديث الإفك‪ ،‬فقال‪" :‬البحث عن الأمر القبيح‬

                                               ‫((( ا أل�ساليب النبوية‪ ،‬د‪ .‬ا ألني�س‪� ،‬ص ‪.165‬‬
             ‫((( ا أل�ساليب النبوية في حل الم�شكلات الزوجية‪ ،‬د‪ .‬عبد ال�سميع الأني�س‪� ،‬ص ‪.166‬‬

‫{ ‪ } 68‬‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73