Page 70 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 70
ف�سيبرئك الله عز وجل ،و إ�ن كنت �ألممت بذنب فا�ستغفري الله ثم توبي إ�ليه؛ ف�إن العبد
إ�ذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه)".
الم�شكلة الثانية� :إف�شاء الأ�سرار ا أل�سرية:
وهذا ما ح�صل من حف�صة ر�ضي الله عنها� ،إذ �أ�سر النبي �إليها ب�سر و أ�مرها
بكتمانه ،ف�سارعت �إلى �إف�شائه ،وقد ذكر الله تعالى ذلك فقالَ } :و إِ� ْذ َأ��سرَ َّ النَّ ِب ُّي
إ�لى بَ ْع�ِض أ�زواج ِه َح ِديثاً َف َل َّما نَبَّ أ�َ ْت ِب ِه َو َ�أ ْظ َه َر ُه الهَّ ُ َع َل ْي ِه َع َّر َف بَ ْع َ�ض ُه َو َأ� ْع َر� َض َع ْن
بَ ْع�ٍض َف َل َّما نَبَّ�أَ َها ِب ِه َقالَ ْت َم ْن َأ�نْبَ�أَ َك َه َذا َقا َل نَبَّ�أَ ِي َن الْ َع ِلي ُم الخْ َ ِبي ُر{ [التحريم ،]3 :قال
الطبري�" :أ�س ّر النبي إ�لى حف�صة ب�أمر ا ْخ ُت ِل َف فيه بين تحريم فتاته ،أ�و ما ح ّرم على
نف�سه مما كان الله ج ّل ثنا�ؤه قد �أحله له ،وحلفه على ذلك ،وقال لها( :لا تذكري
ذلك لأحد) ،فلما �أخبرت بالحديث الذي �أ�س ّر إ�ليها ر�سول الله و أ�ف�شت ما
ا�ستكتمها إ�ياه غ�ضب من ذلك ر�سول الله ،وجازاها على ذلك من فعلها ب أ�ن
طلقها"((( ،إ�ذن� ،سبب طلاق النبي لحف�صة أ�نها �أف�شت �سراً �أمرها بكتمانه.
ومع �أن إ�ف�شاء الأ�سرار الزوجية وا أل�سرية م�س أ�لة خطيرة ،ا�ستوجب غ�ضب
النبي على حف�صة وطلاقه لها� ،إلا �أن ظلمات هذه الجريمة انق�شعت أ�مام نور
�سيرة حف�صة النا�صعة البيا�ض والمليئة بالف�ضائل ،حتى جاء ا ألمر من الله تعالى
للنبي ب أ�ن يرجع حف�صة �إلى ع�صمته في نف�س ذلك اليوم ،فعن قي�س بن زيد
�أن النبي طلق حف�صة بنت عمر ،فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا
مظعون ،فبكت وقالت" :والله ما طلقني عن �شبع" .وجاء النبي فقال( :قال
((( جامع البيان في ت أ�ويل القر�آن ،الطبري ،ج.482-481/23
{ } 70