Page 65 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 65

‫‪‬‬

       ‫هدي النبي ‪ ‬في حل الم�شكلات الزوجية‬

‫�شاء الله تعالى أ�ن تثور بع�ض الم�شكلات في بيت النبوة‪ ،‬وعلى الرغم من‬
‫ندرتها إ�لا أ�نها كانت من العيار الثقيل‪ ،‬وكادت �أن تذهب بالهدوء وال�سكينة‬
‫اللتين كانتا تخيمان على بيت النبوة‪ ،‬لولا حكمة النبي في و�ضع العلاج المنا�سب‬
‫لكل م�شكلة‪ ،‬فكان النبي ‪ ‬يتغا�ضى عن بع�ض هفوات أ�زواجه ر�ضي الله‬
‫عنهن‪ ،‬وخا�صة في الم�سائل التي تتعلق بحقه ال�شخ�صي؛ ألنه كان يدرك طبيعة‬
‫المر أ�ة وما جبلت عليه من العوج وكفران الع�شير‪ ،‬و�أن على الزوج احتمال بع�ض‬
‫أ�ذاها‪ ،‬فهو القائل‪( :‬ا�ْستَ ْو ُ�صوا ِبالنِّ�َسا ِء َخيرْ اً؛ َف إ�ِنَّ ُه َّن ُخ ِل ْق َن ِم ْن ِ�ض َل ٍع‪َ ،‬و إِ� َّن َأ� ْع َو َج �َش ْي ٍء‬
‫يِف ال ِّ�ض َل ِع َ�أ ْعل َا ُه‪َ ،‬ف ِإ� ْن َذ َه ْب َت تُ ِقي ُم ُه َك�سرَ ْتَ ُه‪َ ،‬و�ِإ ْن تَ َر ْكتَ ُه مَلْ يَ َز ْل َأ� ْع َو َج‪َ ،‬فا�ْستَ ْو ُ�صوا ِبالنِّ�َسا ِء‬
‫َخيرْ اً)(((‪ ،‬قال الطيبي‪" :‬فيه الحث على الرفق بالن�ساء‪ ،‬وا إلح�سان إ�ليهن‪ ،‬وال�صبر‬
‫على عوج أ�خلاقهن‪ ،‬واحتمال �ضعف عقولهن‪ ،‬وكراهة طلاقهن بلا �سبب‪،‬‬

                                      ‫و�إنه لا مطمع في ا�ستقامتهن"(((‪.‬‬
‫لذلك كان ‪ ‬يقبل منهن المراجعة له ولااعترا�ض على بع�ض ت�صرفاته‬
‫وقراراته‪ ،‬فيعاتبنه ويرددن عليه القول‪ ،‬وربما غا�ضبته الواحدة منهن فهجرته‬
‫�إلى الليل‪ ،‬فلا يهتاج‪ ،‬ولا يحت ّد‪ ،‬ولا يقابل الإ�ساءة بالإ�ساءة‪ ،‬بل يقابل الأمر‬

‫((( �صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب الو�صاة بالن�ساء‪ ،‬ج‪ ،26/7‬رقم ‪� .5186‬صحيح م�سلم‪،‬‬
                         ‫كتاب الر�ضاع‪ - 18 ،‬باب الو�صية بالن�ساء‪ ،‬ج‪ ،1091/2‬رقم ‪.1468‬‬

‫((( �شرح الطيبي على م�شكاة الم�صابيح الم�سمى بـ (الكا�شف عن حقائق ال�سنن)‪� ،‬شرف الدين‪ ،‬المحقق‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬مكتبة نزار م�صطفى الباز (مكة المكرمة ‪ -‬الريا�ض)‪ ،‬الطبعة‪ :‬الأولى‪1417 ،‬‬

                                                            ‫هـ ‪ 1997 -‬م‪ ،‬ج‪.2326/7‬‬

‫‪} 65 { ‬‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70