Page 86 - التربية الأسرية في هدي الشريعة الإسلامية
P. 86

‫‪‬‬

‫ب‪� .‬أن تبقى الزوجية قائمة مع التفريق بينهما ج�سدي َا‪ ،‬فت�صير المر أ�ة كالمعلقة‪،‬‬
                          ‫ولا يخفى ما لهذا من �أ�اضرر نف�سية واجتماعية‪.‬‬

   ‫ج‪� .‬أن يفرق بينهما بالطلاق‪ ،‬فيغنيهما الله من ف�ضله بالزواج من �آخر‪.‬‬

‫ولا �شك أ�ن كل عاقل يرى الفرقة في الطلاق هي الأ�صلح‪ ،‬فتعين درء‬
                                                   ‫المف�سدة العظمى‪.‬‬

                                     ‫‪ ‬حكمة م�شروعية الطلاق‪:‬‬

‫الزواج �شرع لغايات ومقا�صد جليلة‪ ،‬من أ�همها قيام �أ�سرة متما�سكة‬
‫ي�سودها الحب والمودة والرحمة؛ فالأ�سرة لبنة من لبنات المجتمع الم�سلم‪ ،‬بقوتها‬
‫يقوى المجتمع‪ ،‬وب�ضعفها ي�ضعف‪ ،‬ولكن قد تعر�ض عوار�ض في الحياة الزوجية‬
‫وتحدث م�شكلات بين الزوجين تجعل بقاء الزواج �سبب ًا لل�شقاق والنزاع‬
‫وال�شحناء والبغ�ضاء‪ ،‬بما يرجع بالنق�ض على حكمة م�شروعية الزواج‪ ،‬فنظر‬
‫الإ�سلام بواقعية وبدون مواربة‪ ،‬وكان الح�سم في حل الم�شكلة بعد ا�ستنفاد كل‬
‫الأ�ساليب لمعالجة الم�شكلات‪ ،‬فكان الحل النافع والدواء الناجع هو الطلاق‪ ،‬فقد‬
‫يعتر�ض النكاح القائم بالفعل‪ ،‬ما يحول دون تحقيق �أهدافه‪ ،‬أ�و يطر أ� عليه ما يمنع‬
‫ا�ستمراره �شرع ًا‪� ،‬أو يطر�أ على العقد ما ي�ستوجب نق�ضه من �أ�صله‪ ،‬و�إبطاله من‬
‫مبتدئه‪ ،‬فعندئذ إ�ن أ�بقينا على العلاقة بين الرجل والمر�أة‪ ،‬فقد تتبدل المودة بغ�ض ًا‪،‬‬
‫والرحمة �سخط ًا‪ ،‬ومن هنا �شرع الله �سبحانه وتعالى الفرقة؛ دفع ًا ل أل�اضرر‪ ،‬أ�و‬

            ‫منع ًا لبقاء ما �أمر الله أ�ن يقطع‪ ،‬أ�و رفع ًا لما لي�س من حقه اللزوم‪(((.‬‬

           ‫((( ال�سرطاوي‪ ،‬محمود علي‪� ،‬شرح قانون ا ألحوال ال�شخ�صية ا ألردني‪� ،‬ص‪ 165‬و‪.166‬‬

‫{ ‪ } 86‬‬
   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91